يوم امس كان يوما مرعبا بالنسبة لي اكثر من باقي الايام ..
طلعت من المستشفى فرأيت السماء مليانة دخان ،كان اكبر من دخان السيارات المفخخة والعبوات الناسفة..سمعت احد الرجال يقول : الشورجة* تحترق .
بقيت واقفة بباب المستشفى انتظر السيارة و توالت اثناء ذلك الاخبار :
الطريق مقطوع ،
اكو اشتباكات في باب المعظم ،
اليوم عالكة (سمعت الجملة الاخيرة من اكثر من واحد)
لم اعرف كيف اتصرف.هل ابقى في مكاني انتظر السيارة ام آخذ تكسي ؟ و هل سأجد تكسي اصلا اذا كان الطريق مقطوع ؟ و اذا بقيت انتظر فالى متى سأبقى ؟
اتصلت بالسائق فقال لي ان هناك سيارة انفجرت قرب جامع النداء و عبر التلفون كنت اسمع اصوات رصاص.
يعني كملت ،مكان عملي و بيتنا الاثنين خطرين.
بعد نصف ساعة وصل السائق و رجعت للبيت.الحمد لله كان طريق بيتنا قد فتح قبل وقت قصير .
دخلت ساكتة و نظرت الى اخي....احنا الاثنين بقينا ساكتين الى ان قال لي : مو اتعس مني !
و اخذني للكراج لأرى السيارة مع الاطلاقة التي كسرت الزجاج في مكان السائق تماما( اللي هو اخويا طبعا)

تشوشت و ما فهمت هل كان فيها او ماذا حصل بالضبط ... قال انها كانت في كراج مجمع الكليات في باب المعظم و قد فاجأني ذلك لان اخي اساسا ما يروح هناك ، لكنه قال لي انه كان يراجع كلية اللغات من اجل امتحان الانكليزي عندما بدأ الضرب فجأة و الناس صاروا يركضون في مدخل الكلية ...طلاب على موظفين على صراخ على اغماءات للبنات ... قال إن الحرس كانوا يصرخون بالناس ان لا يركضوا حتى ما يحصل تدافع و دهس .... مارآه كان فظيع . بس الحمد لله انه لم يستطع الوصول للسيارة لان الرصاص كان شديد و هو فضّل البقاء داخل البناية الى ان يهدأ الضرب ،لكن الناس كانوا يخرجون الى الشارع (ربما لذلك تحصل اصابات كثيرة).
الوضع لم يعد يطاق هنا و الكثير من العوائل سافرت فور انتهاء اطفالهم من اداء الامتحانات.الشوارع في الاعظمية لم تعد فيها سيارات كثيرة. يوم السبت مساء" خرجنا للسوق و كانت جميع المحال في شارع عمر بن عبد العزيز مقفلة. و قبله باسبوع كنا في سوق الكاظم انا وأمي و اتصلت بنا جارتنا اثناء ذلك لتقول ان هناك انفجار في سوق الكاظم ارجعوا ،كان الانفجار في سوق الاستربادي و احنا كنا في سوق الكويت في فضوة الشيخ لكن امي انهارت معنوياتها تماما عندما سمعت الخبر مع اننا ما سمعنا الانفجار،لكن في التلفزيون كانت الكثير من المحلات محروقة و كثير من الرجال سقطوا .عموما بعد يومين بالضبط رجعنا رحنا لنفس السوق لاننا كنا قد اوصينا على سلعة و دفعنا عربون :)
هناك انفجارات تحصل لكن لا ترد في الاخبار ،مثلا في الكرّادة ، تفاجأنا عند ذهابنا الى هناك من منظر المحال المقفلة و وجود عمارة محروقة مع حفرة على رصيفها.لم نكن قد سمعنا شيء في الاخبار بس اتضح انه خلال ثلاثة ايام متتالية حصلت انفجارات بحيث لم يعد احد يأت الى السوق ولم يعد اصحاب المحال يفتحوها...
اما عماد فقد رأى شيء لا يحصل حتى في الافلام عندما كان عند محل الحلاقة و مرت سيارة بيضاء و بدأ راكبوها باطلاق الرصاص على الناس عشوائيا في منطقة سكنية .اختبأ الرجال وراء كراسي محل الحلاق لكن احد الشباب اتجه للخروج من الباب لان بيتهم كان مقابل المحل بالضبط و اصيب و توفي على الفور .طبعا عماد وصل حده بعد هذا الحادث و اعصابه صارت خيوط.
الشورجة:اكبر سوق للبيع بالجملة ببغداد.